وقفات مع شهر رمضان

وقفات مع شهر رمضان

إنّ شهر رمضان ضيف الله تعالى وقد بوّأه ربُّنا مكانة عالية وجعل له منزلة بين شهور السنة، حيث اختصّه الله عزّ وجلّ بنزول القرآن فيه فقال: ''شهر رمضان الّذي أنزل فيه

القرآن''.
وصيام رمضان عَوْنُ العبد المؤمن على أمر دينه وإصلاح دنياه وأوّله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عِتق من النّار.
واتّفق الفقهاء على وجوب صيامه واستحباب قيامه.
وقد ورد في السُنّة النّبويّة ما يدل على فضل شهر رمضان وفضل الصوم فيه، منها ما رواه البخاري ومسلم، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا جاء رمضان فُتّحَت أبواب الجنّة وغلّقت أبواب النّار وصفّدت الشياطين''.
والحكمة في تقييد الشياطين كي لا يوسوسوا للصائمين من عباد الله، وقيل كناية عن

ضعفهم في الإغواء والإضلال.
ومنا ما رواه البخاري ومسلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر ما تقدّم من ذنبه''. قال علماؤنا: أي مؤمن أحيا لياليه بصلاة التّراويح أو غيرها بالذِّكر والاستغفار وتلاوة القرآن تصديقًا بما وعده الله على ذلك من أجر، محتسبا

ومدخرا أجره عند الله لا غير، غفر الله له ذنبه.
والصيام عبادَ الله يشفع لصاحبه يوم القيامة كما في مسند الإمام أحمد أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربّ منعته الطعام والشهوة فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: أي ربّ منعته النوم بالليل فشفّعني فيه، قال:

فيشفعان''.
وكان السّلف يحرصون على أن يكون صيامهم طهرة للأنفس والجوارح من المعاصي والآثام، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ليس الصيام من الشراب والطعام وحده، ولكنّه من الكذب والباطل واللغو. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: إذا صُمتَ فليصم

سمعك وبصرك ولسانك من الكذب والمأثم.
وكان الإمام الزهري إذا دخل رمضان، قال: فإنّما هو لتلاوة القرآن وإطعام الطعام. وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن.
وكان السّلف يحرصون على الصدقة في شهر رمضان، ففي جامع الترمذي، سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أيّ الصدقة أفضل؟ قال: صدقة في رمضان.
وجاء في فضل إفطار الصّائمين ما رواه أحمد والحاكم عن زيد بن خالد الجُهَني أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''مَن فطّر صائمًا فله مثل أجره، غير أنّه لا ينقص من أجر

الصائم شيء''.
l عباد الله.. إنّ الصوم يُعلّمنا مراقبة الله في السِّر والعلن، إذ لا رقيب على الصّائم إلاّ الله وحده لا شريك له.. والصوم يُعلّمنا النِّظام والانضباط.. والصوم فيه تلميح بوحدة المسلمين في جميع بقاع الأرض، ففيه نجدّد إيماننا بالله ونقوّي فيه صلتنا بالله ونزداد فيه عملاً صالحًا.

قال ابن القيم: وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة.
* عضو لجنة الفتوى بالمجلس العلمي بالعاصمة إمام مسجد ابن فارس - القصبة

شكرا لك وبارك الله فيك

جعله الله في ميزان حسناتك

دمت في حفظ الرحمن

ما أجملها من و قفات
أثابك الله
موفق دائما

قطر الندى كتب:: شكرا لك وبارك الله فيك

جعله الله في ميزان حسناتك

دمت في حفظ الرحمن

شكرا على الرد

وقفات مع شهر رمضان E69261a18a027aec55f56b7b7660c48f

الرحمة كتب:: ما أجملها من و قفات
أثابك الله
موفق دائما

شكرا لمرورك اختي رحمة

ان شاء الله